اولا بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد :
ابدا القصة
كان
هناك رجل يقال له زاجل الربحان وكان هذا الرجل من عائلة فقيرة الا انه مع
الزمن تمكن من ان يواجه تحديات هذه الحياة حتي صار غنيا وسمي بالربحان فقد
كان رابحا في كل شيء فقد عمل اعمالا كتيرا وكان في كل مرة يتبت جدارته وكان
يجمع المال ويقول:
أناراجل الريحان ...... اسير علي الارض كسبان
اكسب المال واشتري الغزلان .....واسير علي الارض فرحان
ولكن راجل بعد ان اصبح يملك المال صار مغرورا بنفسه ولم يعد يفرق بين قريب ولا بعيد فلقد كان مغرورا بشدة وكان يقول :
أنا راجل والكل يعرفنـــــــــــي .. وقصصي صارت حديتــــــــا يؤنسني
أناراجل ملكت الارض والمال ..ومن ملك الارض والمال صار سلطانا
وقد كان اهل المدينة اناسا فقراء ولايملكون من متاع الدنيا سوي القليل
وكانت
السيطرة عليهم سهلة وقد كان زاجل فضولي الي حد كبير لا يمكن وصفه فقد كان
يتدخل في شؤون الناس ولايتركهم بحالهم ومع الزمن زاد ماله واتسع سلطانه حتي
صار حديت اهل الجبال والديان وقد حاول الكتير والكتير من الناس ان يحاربوه
الا ان محاولاتهم بائت بالفشل فقد تمكن بماله ان يجمع رجالا اقوياء لانظير
لهم وقد كانو يحمونه بشدة وقد كان المال يتدفق علي هاؤلاء الرجال كهطول
المطر وازداد طغيانه وازداد فضوله حتي صار يختار للرجل عروسه ..
بلأمس
كان فقيرا واليوم غروره أعماه وكما ان الناس قد علموا ان الطرق التقليدية
لقتله لم تعد تنفع فمحاربته بالسيف ليست مجدية لانه يملك الكتير من الرجال
الاقوياء وادركوا انهم لايستطيعون هزيمته الا بسلاح فريد من نوعه وقوي
لامتيل له ولا امتل ومر الزمان ...
وبقي الحال علي ما هو عليه ...
وفي يوم من الايام جاء رجل غريب الي المدينة وقد سمع ما اصابها
وادا
به يسمع اهل القرية وهم يشكون الي الله ضعفهم ويدعون ان يخلصهم الله منه
وقد سمع بما يفعله من كترة فضوله وتدخله بأحوال الناس وشدة غروره فأخد يسمع
من الناس ويجمع الاخبار عنه حتي عرف نقاط قوته وضعفه وقرر ان يواجهه وان
يقف له بالمرصاد وكان هناك شاب صغير علم ما يجول في عقل الرجل الغريب فقدم
عليه وقال له هل ستواجهه فقال الغريب نعم سأواجهه فقال الشاب لن تستطيع
عليه فلقد حاول الكتير قبلك وكانت نهايتهم اما الموت واما السجن فقال
الغريب كيف قاتلتموه قال الشاب بالسيف قاتلناه فقال الغريب انا لن اقتله
بسيفي واخد سيفه ورماه علي الارض فقال الشاب ادا كيف ستقاتله قال بسلاي
فقال الشاب وما سلاحك قال سلاحي عقلي وانطلق ..حاملا معه قلما وحبرا ...
فجاء علي سور بيت ..زاجل وكتب
أيــــــــا رجل الربحان ....... اتيتك من غابر الاوطان
اتيت لاخبرك بما جري ....... فهل علمتــــــ يا تـــري
وغادر
الرجل الغريب وفي الصباح وكان راجل خارج الي اعماله ومعه عشرة من الرجال
الاشداء من حوله فنظر الي الحائط وقرأ ما كتب فضحك واستهزأ وقال من تجرأ
علي كتابة هذا واقسم لان وجده ليقتلنه وكان زاجل فضولي كما تعرفون الي حد
كبير لايمكن وصفه فأراد ان يعلم مادا كان سخيبره هذا الرجل فأخد وكتب علي
الحائط :
يــــــــا من اتيت لتحدتني........ اخبرني بما عندك ولاتـــُنــظرني
فلا احب الانتظار فأخبرني ....واياك واياك الكدب واصدقنـــــي
وجاء
اليل وعاد الرجل الغريب فقرا ما كتب زاجل وقد كا ن يعلم ان فضول زاجل
سيدفعه الي الكتابة علي الحائط ومعرفة من كتب هذا الكلام ومادا يريد ان
يخبره ....فاخذ الرجل الغريب وكتب:
أتيـــــــتـــــــــــ لاحدتــــــــك .. و بما جـــري اخبــــــــرك
ولــــكـــنك اكذبتـــنــــــــــــي .. وقبل ان احدتك ما صدقتني
فكيف اخبرك بمـــــــا جري .. فأنـــــــــا كذاب فمادا تري
ومن
غدِ نهض زاجل مسرعا نحو الحائط وقرأ ما كتب فغضب غضبا شديدا ولكن كما قلت
فهو فضولي الي حد كبير.. وأخد امر هذه الكتابة وهذا الرجل الغريب يشغله عن
ماله وأصبح يريد ان يعرف ماذا يريد الغريب بأي تمن فوضع حرّاسا علي الحائط
ورصد جائزة كبيرة لمن يجد هذا الغريب الدي يكتب علي حائطه ومرت الايــام
وزاجل ينتظر وقد أعياه الانتظار وشغفه لان يعرف مادا يريد الغريب سيطر عليه
حتي مرض مرضا شديدا حتي انه اوشك علي الموت الا ان ساعته لازالت وبقي علي
مرضه مدّة من الزمان وترك تجارته وامواله وهكذا حتي فكّر انه بوجود الحرّاس
والمكافأة الكبيرة علي الدي يجد الرجل الغريب علم ان الرجل الغريب لن
يقترب في وجود كل دالك ...
فأخد وسرّح كل حرّاسه وألغي المكافأة التي كان يريد ان يعطيها للدي يجد الغريب وأحد ينتظر ...وفعلا عاد الرجل الغريب وكتب :
يـــــــــا من بالكذب اتهمتني .. وعلي مرّ السنين انتظرتني
عدت لأخبـــــــرك بما جري .. فمادا يكون ردك يا تـــري
وطبعا
كان زاجل كل يوم ينظر الي ذالك السور علي أمل أن يعود دالك الغريب وفي
الصباح اتجه زاجل نحوي الحائط وقرأ ما قرأه وقد فــرح زاجل فرحة كبيرة
وارتسمت عليه علامات السعادة واستعاد نشاطه الدي فقده وهو ينتظر هذا الغريب
الا ان المرض قد نال نصيبه منه فلم يعد يستطيع الكتابة وكان هنالك رجل
مارّ فناده وقال له اكتب كل ما امليه عليك علي الحائط ...
علي مـــرّ السنــــين انتظرتــــــــ .. لتحدتني بما جري وها قد أتيــت
فهيا اخبرني بما جري وحصـــــل .. فقد ضاع عمري في لمح البصر
ضاع با اتظاري لما كنت ستخبري ..فهيا اخبرني بما اتيت به لتحدتني
وجاء اليل وجاء الرجل الغريب وكتب:
جئت من غابر الاوطــــــــــــــــــان .. وقد سمعت بغرور زاجل الربـــــحان
قد بلغني انك اكتر الناس فضــــــولا ..وانك اكتـــــــــرهم بنفسك غــــرورا
فسمعت من اهل المدينة ما اغضبني .. فقلــتـــــُــ ويل زاجــــــل منـــــــّـي
فقد تكبّر علي النــــــاس وعلـــــــي .. وعلمك وعلمي فان الله هو الأعلي
فتوكلتـــُــــــــــ علــــــــي الله وقلت .. باسم الله واخدت سلاحي وحاربت
فسلاحي لم يكن عصا ولا قوســـــا .. ولم يكن مدبـــــــــــــة ولا سيــــــــفا
فالله وهبنـــــــــــــــــــا عقــــــــــلا .. وسلاح العقـــــــل لازال اقــــــــوي
فضول لديك عن الصواب اعماك .. فصرت تلهت كالمجنون ويـــــــلاك
ما اتيت لأخبرك بشيء سوي أني هازمك .. امام بيتك قاتلك ....
وجا ء الصباح وانطلق زاجل نحو الجدار وقرأ ما كتب فلم يصدق نفسه
واشتد مرضه عليه حتي وقع علي الارض مغشيا وعلم انه قد حانت ساعته
فأخد يتمتم ...
..........ها أنــا اموت يا ويــــــــلي .. قتلت نفسي بطعنة من سيفــــــــــــي
.................................................. .................
وقد كان يقصد بطعنة من سيفي انه قتل نفسه بخصله هي فيه وهي الفضول الدي أعماه فقتله ...وهكذا انتهت قصة زاجل الربحان ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
كتبت هذه القصة
المستوحاة من نسج الخيال التي تظهر ان العقل هو مفتاح لكل باب موصد وان
العقل يجب استخدامه في ابسط الامور وفي اعقدها ...وان العقل كما قلت مو
مفتاح لكل باب موصد